Sunday, March 29, 2020

كيف عبرت الصين ازمة كورونا ووظفتها لصالحها ؟

ليست الحكاية مؤامرة كونية او فزاعة اعلامية كما يدعي الكثير فاذا نظرت للاحداث بنظرة حيادية و بدأت بتفحص الاخبار و اعملت عقلك فيما تري و تسمع و تقرأ ستجد ان الامر لا يمكن ان يكون من صنع البشر , فلقد ضرب الفيروس اعتي الحكومات و قادتها , فولي عهد انجلترا يخضع للعزل الصحي لاصابته بالمرض كذلك رئيس وزراء انجلترا , وصرحت انجيلا ميركل المستشارة الالمانية  بان 70% من الشعب الالماني معرض للاصابة بالفيروس , الولايات المتحدة تخطت حاجز ال 100 الف مصاب , اغلقت روسيا حدودها و فرضت الكثير من القيود علي مواطنيها في محاولة احتواء الازمة 
ايضا الدول العربية اتخذت العديد من الاجراءات في مواجهة الفيروس مثل فرض حظر التجول و منع حركة السفر و اغلاق الموانئ و المطارات , فالعالم اجمع لم يسلم من هذا المرض و اصبح في حالة شلل سياسي و اقتصادي و اجتماعي مما ينفي ان تكون احدي الدول هي من اطلقت الفيروس ناهيك عن بعض الابحاث التي اثبتت ان الفيروس لا يمكن تصنيعه معمليا و انه نتج من طفرة جينية طبيعبة و انتقل من الحيوان للانسان فسالكوا هذا النهج من التفكير ينظرون للامور نظرة سطحية متخذين الصين كدليل علي ادعائتهم و كيف انها احتوت الازمة بهذه السرعة و استعادت عافيتها و بدأت تدب الحياة فيها من جديد ؟
فلقد اعلنت منظمة الصحة العالمية نجاح جهود الصين في احتواء فيروس كورونا استنادا للارقام المعلنة من قبل الحكومة الصينية 
ووفقا لتصريحات الحكومة الصينية فان الانخفاض الملحوظ في اعداد المصابين يثبت ان تدابير الاحتواء و الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية قد اتت ثمارها و هو ما يجب ان نتوقف عنده بالبحث و التدبير , فما يميز دولة عن اخري هو القدرة علي الخروج من الازمات و الكوارث التي تعصف بالدول بل وتحويل هذه الازمات لتصب في صالحها و هو ما استطاعت الصين تحقيقه .
فلقد فرضت الصين الحجر علي حوالي 60 مليون مواطن في هوبي و فرضت قيود صارمة علي السفر و اوقفت المدارس و الجامعت و حركة القطارات و المصانع وغيرها من الاجراءات التي وصفها البعض بالغير ادمية و قد اطلق علي هذه الحزمة من الاجراءات "استراتيجية القوة الصارمة "و
 لكن مازال العالم متخوفا من ان تكون هذه الارقام مجرد نجاح وهمي و ان المرض سيعود للانتشار بمجرد عودة الحياة الطبيعية في الصين كانتظام الدراسة في المدارس و الجامعات وعودة وسائل النقل العامة و القطارات و ما يترتب عليه من تجمعات من الممكن ان تساعد في عودة انتشار المرض من جديد

و في هذا السياق يقول مايكل استروهولم مدير مركز ابحاث و سياسات الامراض المعدية في جامعة مينيسوتا 
اعتقد انهم قاموا بعمل رائع في هزم الفيروس , لكنني لا اعرف ما اذا كانت هذه النتائج مستدامة؟ ما الذي انجزه الصينيون حقا؟ هل احتووا الفيروس ؟ ام انهم قمعوه ؟

هذا و قد صرحت صحيفة نيو يورك تايمز ان هذه الحزمة من الاجراءات قد ادت لشل الاقتصاد الصيني و تؤكد العديد من الشركات انها باتت علي شفير الافلاس فبحسب الجريدة انه ينبغي علي الحكومات التي تريد استنساخ تجربة الصين ان تتساءل عما اذا كان العلاج اسواء من المرض

لكن وفقا للعديد من المنظمات العالمية و الصحف فانه هناك اجماع بأن الصين نجحت نجاح منقطع النظير في التعامل مع الازمة و احتوائها بل و مدت يد العون للدول الاكثر تضررا من الازمة كايطاليا , فلقد ارسلت الصين اطنان من المساعدات الطبية بالاضافة الي الاطقم الطبية التي احتوت الازمة في الصين و هو ما يعزز تقدم الصين وفرض هيمنتها علي النظام العالمي الجديد خصوصا في ظل التراجع الواضح في الدور الاقليمي للاتحاد الاوروبي و تخليه عن ايطاليا و هو مازاد من الغضب الشعبي في ايطاليا تجاه الاتحاد الاوروبي هذا بالاضافة الي دخول روسيا ايضا كلاعب قوي في هذه المعادلة وتقديمها اطنان من المساعدات للدول المتأثرة في ظل غياب واضح للولايات المتحدة 
و بين كل هذه المتغيرات فانه من المؤكد ان العالم لن يعود كسابق عهده بعد انتهاء الازمة  

1 comment:

  1. بالفعل لن تعود الارض كسابق عهدها و لا البشرية و موازين القوى العالمية ستتغير و تتبدل و هذه هى سنة الله فى الكون التغيير الدائم فالثبات يعنى الموت و هو مالم يحدث بعد

    ReplyDelete

اسلام عمارة يكتب "العالم بين كورونا وانخفاض اسعار البترول"

تابعنا جميعا في الايام القليلة الماضية اخبار و توقعات انخفاض اسعار المحروقات خلال الايام القادمة وسط انتشار العديد من الشائعات عن الاسعار ال...