خدعوك فقالوا أن الزمان تغير و ان السياسة القديمة انتهت بسقوط الحزب الوطني و انتهاء جماعة الاخوان المسلمين ، و أن احداث العِقد الأخير من الزمان كانت إيذانا بانتهاء عصور الفساد السياسي في مصر بكل اشكاله و مختلف مناهجه و نواحيه و لم لا و قد شهدت مصر ثورتين اطاحت احداهما بفرعون العصر الحديث و كتبت الثانية شهادة وفاة الإسلام السياسي في مصر، و ارست قواعد الممارسة السياسية السليمة و بدأت سيناريو تمكين الشباب تمكينا حقيقيا في مفاصل الدولة المختلفة و فتحت للمرة الاولي قنوات تواصل حقيقية لعرض الافكار و طرح الرؤي للنهوض بالدولة تحت شعار سياسة نظيفة .
و لكن دعني اسألك واحدا من اكثر الاسئلة جدلا و حيرة
هل توجد سياسة نظيفة؟
وهل هناك علاقة بين السياسة و الأخلاق؟ ؟
: يقول ابن خلدون
"السياسة هي القيام علي الشئ بما يصلحه"
و مزج افلاطون بين نظرية السياسة و الاخلاق ،، و جعل ارسطو الأخلاق جزءا من مبحث السياسة ،، بينما مع كانط فقد اصبح
الفعل السياسي يجد عمقه في الواجب الاخلاقي
و لكن علي ارض الواقع فإننا نعيش ابشع تجليات الميكافيلية و التنصل من الاخلاق و القيم و المبادئ من اجل تحقيق الاهداف ، فلقد صارت ابعد ما يكون عن الاخلاق في زماننا فكل ما يشغل الفاعل السياسي الآن هو تحقيق المصلحة الشخصية بأي طريقة تحت شعار
"الغاية تبرر الوسيلة"
ناسين اننا اذا ذهبنا الي تأصيل هذا المبدأ فيجب أن تكون الغاية نبيلة مجردة من الأهواء و المصالح الشخصية و تخدم فقط الصالح العام.
!!فلقد عكست الآية و اصبحنا الآن نعيش صراع في الغايات لا الوسائل
فما يحدث الآن فى المشهد السياسي من صراعات هامشية الهدف منها تدمير الخصم بكل الوسائل حتي الغير اخلاقية منها بعيد تماما عن الممارسة السياسية السليمة، ناسين ان الهدف الرئيسي من العمل العام و السياسي هو خدمة العامة و اصلاح شؤون البلاد
فاليوم نري أن السياسين قد جنبوا المصلحة العامة و اعلوا فقط مصالحهم الشخصية و سلكوا دربا من دروب الشيطان ساعين وراء السلطة فقط ولولا وجود قيادة سياسية حقيقية و حية للدولة المصرية لكان ما كان .
فاستقيموا يرحمكم الله
No comments:
Post a Comment