Friday, April 3, 2020

اسلام عمارة يكتب "العالم بين كورونا وانخفاض اسعار البترول"



تابعنا جميعا في الايام القليلة الماضية اخبار و توقعات انخفاض اسعار المحروقات خلال الايام القادمة وسط انتشار العديد من الشائعات عن الاسعار الجديدة كان لابد لنا من التساؤل عن سبب هذا
 الانخفاض؟؟
لفهم الامر يتوجب علينا العودة قليلا للوراء للعام 2016 حيث كانت البداية مع حزمة من الاجراءات و القرارات التي اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت مسمي "برنامج الاصلاح القتصادي" و كانت ابرز هذه القرارات تحرير سعر الصرف " تعويم الجنيه " و رفع الدعم عن المحروقات مما يعني تحرير تسعير البترول في مصر اي ارتباط اسعار الوقود و المحروقات للمستهلك العادي بالاسعار العالمية و اسعار الدولار 
ووفقا لقرارات لجنة تسعير المنتجات البترولية في مصر التي تجتمع بشكل ربع سنوي لتقرير اسعار بعض النتجات البترولية للمستهلك سواء ارتفاعا او انخفاضا وفقا للسعر العالمي مع الاخذ في  الاعتبار ان اي تغيير في الاسعار لا يتجاوز حد ال 10 % من السعر الحالي 
عند اخذ هذه المعطيات فان الاتجاه العام نحو خفض الاسعار في مصر نظرا لان اسعار البترول عالميا في اقل مستوي لها منذ 17 عام, كذلك يواصل الدولار تراجعه امام الجنيه المصري

لكن لماذا هذا الانخفاض في اسعار البترول ؟؟
 
عام 2016 شهد تحالف روسيا و منظمة اوبك تحت مسمي اوبك بلس و تم الاتفاق عام 2019 بين الدول الاعضاء علي تخفيض الانتاج حتي مارس 2020 للتحكم في اسعار النفط ولضمان عدم انهيار الاسعار كما حدث عام 2014,  و وصف الامين العام لمنظمة اوبك هذا التحالف الجديد بالزواج الكاثوليكي لكن لم يدم هذا الزواج طويلا ووقع الطلاق بين منظمة اوبك و السعودية من ناحية و روسيا من النحية الاخري حين تم الاختلاف حول قرارات تخفيض الانتاج

فبسبب فيروس كورونا و ما سببه من شلل للاقتصاد العالمي و خصوصا الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم و اكبر مستورد للنفط عالميا بمعدل استهلاك يزيد عن حوالي 14 مليون برميل يوميا اي ما يزيد عن انتاج السعودية و الامارت مجتمعين, و كذلك توقف حركة السفر و التجارة الدولية مما ا دي الي انخفاض كبير جدا في الطلب العالمي علي النفط 
و كما هو معروف ان اي سلعة تتأثر بالعرض و الطلب فكلما زاد المعروض عن المطلوب انخفضت الاسعار
مما جعل السعودية تتطالب اوبك بلس باستمرار تخفيض معدلات الانتاج حتي يتم ضبط الاسعارو هو ما رفضته روسيا لان بتخفيض دول اوبك للانتاج تعطي الفرصة لشركات النفط الصخري الامريكية لزيادة نتاجها و تحكمها في السوق العالمية و زيادة نفوذها,,  و هو ما ترفضه روسيا,, و ارتأت روسيا ان ما يعيشه العالم الان هو الفرصة الاكبر للقضاء علي شركات النفط الصخري نظرا لارتفاع تكاليف استخراجه ,, مما جعل روسيا ترفض قرارات اوبك بتخفيض الانتاج 
فقررت السعودية شن حرب اسعار علي روسيا و زيادة الانتاج العالمي لاعلي معدلاته 

ففي فبراير الماضي كان انتاج السعودية من النفط حوالي 9,6 مليون برميل يوميا و الان تتعهد السعودية بالوصول للمستويات القصوي للانتاج اي ما يقرب من 13 مليون برميل يوميا,, وايضا تقديم خصومات لعملاء روسيا بما يقرب من 8 دولار خصم في البرميل الواحد 
ايضا قررت دولة الامارات الانضمام للسعودية و زيادة معدلات الانتاج الي 4 مليون برميل يوميا بعد ان كان حوالي 3 مليون برميل يوميا, مما دفع كافة دول العالم الي زيادة انتاجها من النفط
مما ادي الي زيادة ضخمة في النفط العروض في السوق العالمية الي جانب ضعف الطلب بالتالي انخفاض حاد في الاسعار وصولا لحد ال 20 دولار للبرميل وسط توقعات بعض الخبراء وصول سعر البرميل الي ثمن وجبة في مطعم اذا استمرت حرب الاسعار 
و هنا يأتي السؤال من المستفيد مما يحدث الان و العالم علي شفا ازمة اقتصادية يتوقع البعض انها الاعنف في التاريخ ؟؟ 
 

اسلام عمارة يكتب "العالم بين كورونا وانخفاض اسعار البترول"

تابعنا جميعا في الايام القليلة الماضية اخبار و توقعات انخفاض اسعار المحروقات خلال الايام القادمة وسط انتشار العديد من الشائعات عن الاسعار ال...